انتخاب المدعى عليه قمر الدين رئيساً لبلدية طرابلس اليوم نكسة لأهل المدينة

تحالف متحدون:

انتخاب المدعى عليه قمر الدين رئيساً لبلدية طرابلس اليوم نكسة لأهل المدينة

إن تفاقم الخطر الداهم نتيجة تراكم غاز الميثان في مطمر "جبل النفايات" في طرابلس، أضف إلى انتشار الدخان والسموم والروائح الكريهة في كل نواحي المدينة بما يهدد بشكل مباشر حياة وصحة أهلها، قد حصل في عهدة رئيس اتحاد بلديات الفيحاء سابقاً أحمد قمر الدين، مما أدى إلى الادعاء عليه وآخرين بالدليل القاطع من قبل النائب العام البيئي القاضي غسان باسيل تبعاً لشكوى تحالف متحدون وشركائه، وإحالتهم كمدعى عليهم أمام قاضي التحقيق الأول في الشمال بجرائم:

١. مخالفة قانون حماية البيئة رقم ٢٠٠٢/٤٤٤ سيمّا المواد ٥٨ و٥٩؛
٢. مخالفة قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة رقم ٢٠١٨/٨٠ سيّما المادة ٣٦؛
٣. مخالفة قانون المحافظة على البيئة ضد التلوّث من النفايات الضارّة والمواد الخطرة رقم ٦٤/٨٨ سيّما المادة ١٠ الفقرة الأولى، معطوفة على المادة ٦١ من قانون ٢٠٠٢/٤٤٤؛
٤. المسؤولية الجزائية للهيئات المعنوية سنداً للمادة ٢١٠ من قانون العقوبات؛
٥. اعتياد الإجرام سنداً للمادة ٢٦٣ من قانون العقوبات مضافة "بالنسبة للمدعى عليه الأول أحمد قمر الدين تحديداً"؛

مع تعيينه حارساً قضائياً على مكب جبل النفايات القديم وتحميله مسؤولية أي خلل قد يحدث، تبعاً للدور "الجرمي" الذي لعبه في هذا الملف والذي يقتضي توقيفه وبقية المدّعى عليهم ومحاسبتهم وكل من تواطأ معهم وإعادة ما اختلسوه من مبالغ في ضوء التلوث المستفحل في محيط المطمر ومعمل الفرز ومسلخ اللحوم الذي أوشك على التسبب بمآسٍ جديدة لأهل طرابلس لولا إثارة الأمر بداية من قبل المحامية لودي عبد الفتاح من تحالف متحدون منذ أكثر من شهر ثم تداركه بدعوى قضائية أمام قضاء العجلة البارحة، كما وفي محضر مستقل متلازم مع التحقيق الجاري أمام قضاء التحقيق في الشمال.

في ضوء ما تقدّم وأمام أفظع المجازر الصحيّة والبيئية المرتكبة والتي ما زالت ترتكب بحق أهل طرابلس والشمال وسائر الشعب اللبناني، وفي ضوء الجهود المضنية لمكافحة الفساد المستفحل والذي يعدّ السبب المباشر وراء هذه المجازر، يطالعنا خبر انتخاب قمر الدين رئيساً لـ "بلدية طرابلس" اليوم ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٢، وكأن المراد ممن انتخبه رغم كل هذا ورغم كونه مدعى عليه بجرائم خطيرة الدوس على أوجاع ومآسي أهل المدينة وتعزيز محميَّات الفساد والصفقات المشينة على حساب حياة وصحة الطرابلسيين ومكافأة أصحابها بدل محاسبتهم في مشهد هو أقرب لـ "الرقص فوق الجثث"، ما يشكّل نقطة سوداء قاتمة في سجل المدينة وأهلها، إلا إذا عادوا وحكّموا وجدانهم وضمائرهم رحمة بأطفالهم الذين ينتشّقون ويشربون ويأكلون السموم القاتلة كل يوم!